مراد المصري (دبي)

يشهد دوري الخليج العربي تزايداً مطرداً في الخروج عن النص من الجماهير، ما بين الشتائم الجارحة وإلقاء المواد الممنوعة على أرضية الملعب، وغيرها من اللقطات، وبرغم تكرارها مؤخراً، إلا أنها ما زالت في إطار التصرفات الفردية المرفوضة من غالبية الجماهير التي تأمل عدم تعكير صفو أجواء دورينا المعروف دائماً بأنه يتميز بالروح الرياضية بين مختلف مشجعي الأندية.
وكلف تعصب الجماهير وخروجها بعض أفرادها الذين يشبهون «التفاحة الفاسدة» وسط المشجعين الملتزمين بالتشجيع المثالي، خزائن الأندية أموالاً طائلة، بلغت مليوناً و550 ألف درهم، في آخر 3 مواسم، وذلك في تزايد تصاعدي للرقم، بعد معاقبة 12 نادياً موسم 2015-2016، بمبالغ وصل مجموعها إلى 460 ألف درهم، بسبب سوء السلوك من الجماهير، بينما شهد موسم 2016-2017 غرامات بـ530 ألف درهم على جماهير 11 نادياً، مقابل 560 ألف درهم في الموسم الماضي لـ7 أندية، وهو المبلغ الأكبر مقارنة بالمواسم السابقة، ما يعني زيادة حالة الانفعال والتشنج والشحن الجماهيري قبل المباريات.
وأكد اللواء عبدالله الغيثي، مدير الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ بالقيادة العامة لشرطة دبي، أن الخروج عن النص في مباريات دوري الخليج العربي، يعتبر تصرفات فردية في المقام الأول وليس ظاهرة متأصلة في جماهيرنا، وقد ساهمت حملات التوعية التي أطلقتها الإدارة العامة، ومن أبرزها «التزامكم سعادة» في إيصال الرسائل المطلوبة للجماهير، من خلال تواصل فعاليات المبادرة في الملاعب والأندية، وحققت نتائج إيجابية بتوعية الجماهير بالسلوكيات المقبولة والمرفوضة، كما قامت الإدارة العامة بتأهيل وتطوير قدرات الشركات الأمنية المتخصصة في الملاعب لرفع كفاءتها وإيصالها إلى الدرجة المطلوبة لضبط عملية إقامة المباريات بالتعاون معنا.
وأشار إلى أن قانون أمن المنشآت والفعاليات الرياضية مفعّل، ويتم تطبيقه في حالات الخروج عن النص، ويضم بنوداً رادعة لكل من يسعى لإثارة الشغب أو التعكير على صفو أجواء المباريات، كما يوجد ضباط الارتباط في الأندية، الذين لديهم الإلمام الكافي بكل فعالية تقام في الأندية.
من جانبه، يرى فيصل خليل، لاعب منتخبنا الوطني السابق، أنه من اللاعبين الذين عانوا من هذا الأمر، متمنياً أن ينتهي على المدرجات، وتستفيد الجماهير من الحالات الماضية، وقال: «الأمر ليس بسيطاً عند إهانة اللاعب، وبرغم أننا نتوقع سماع أي كلمة في الملعب، إلا أن ذلك يؤدي إلى خلل في التركيز، ويتطلب من اللاعبين التأقلم معه، وتفادي الانصياع وراء ذلك، إلا أنه تخطى الخطوط الحمراء بصورة مبالغة، ما يجعل اللاعبين ينفعلون».
وأشار أن الظاهرة موجودة في كرة القدم، ولا يمكن تعميم الأمر على الجماهير كافة، لأنه أسلوب فئة محدودة، ولا يجب السير خلفه، وعلينا أن نسعى لوضع الحلول اللازمة لتجاوزه.